وكذلك الشاعر يريك أنه في شيء فيعرض له شيء لم يقصد إليه فيذكره وإن لم يقصد حقيقةً إليه. ومن الاستطراد نوع يسمى الإدماج، كقول ابن طاهرٍ لابن وهب حين وزر للمعتضد:

أبى دهرنا إسعافنا في نفوسنا ... وأسعفنا فيمن نحب ونكرم

فقلت له نعماك فيهم أتمها ... ودع أمرنا إن المهم المقدم ومن مليح الأدماج قول البن مسعدة في فصل من رقعة:

كتابي ومن قبلي من القواد والأجناد، في الطاعة والانقياد، على أحسن ما تكون عليه طاعة جند تأخرت أرزاقهم، واختلت أحوالهم. فقال المأمون: ما أحسن إدماجه المسألة في الأخبار، وإعفاء سلطانه من الإكثار! ! اكتبوا له رزق ثمانية أشهر. وهذا النوع عندهم أغرب من الاستطراد، ومن مليحه أيضاً قول بعض الفقهاء:

إن كنت كاذبة الذي حدثتني ... فعليك إثم أبي حنيفة أو زفر

الواثبين على القياس تمرداً ... والراغبين عن التمسك بالأثر ومما هجي به السميسر قول ابن الحداد، ويدخل في باب الاستطراد:

يا أهل غرناطة نيكوا سميسركم ... ففي رميلينا عنه لنا شغل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015