حذا فيه حذو منصور الفقيه، وله طبع حسن، وتصرف مستحسن في مقطوعات الأبيات، وخاصة إذا هجا وقدح، وأما إذا طول ومدح، فقلما رأيته أفلح ولا أنجح، وقد أثبت من ذلك، بعض ما تخيرته له هنالك. وله مذهب استفرغ فيه مجهود شعره، من القدح في أهل عصره، صنت الكتاب عن ذكره، [ألا تسمع إلى قوله:

ألا قل لأهل القيروان لحاكم ... واستاهكم هانت عليكم فهنتم

فأستاهكم تعطونها ولحاكم ... تعفونها بالحلق طراً لعنتم والسميسر في هذا كما قال القائل:

عابني من معايب هي فيه ... خالد فاشتفى بها من هجائي أو كما قال الآخر:

ويأخذ عيب الناس من عيب نفسه ... مراد لعمري ما أراد قريب لكنه ليست ضعة المرء في نفسه بمذهبة جوهرية الأدب المركب في الإنسان، وقد أومأ إلى ما كانت عليه حاله بقوله:

حستي صحيح ولكن ... هواي يوهن حسي

فصح رأيي لغيري ... ولم يصح لنفسي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015