قال: ودخلت يوما على العالي، ووصلت إلى مجلسه العالي، وأنا على بعد منه، وانتزاح عنه، ألحظه بمقلة حائم، وأناجيه بقلب هائم؛ فأنشدته بيتي إسحاق الموصلي في المأمون:
يا سرحة الماء قد سدت موارده ... أما إليك طريق غير مسدود
لحائم حام لا ورود له ... محلأ عن طريق الماء مردود فقرب وأدنى، وسأل عن حالي فأحفى؛ فتغنى بعد هدء محمد بن الحمامي المغني بشعر لعبد الله بن المعتز:
هل يزيل البين محتال ... أن غدت للبين أجمال فأمر العالي بتذييله فقلت:
إنما العالي إمام هدى ... حليت في عصره الحال
ملك إقبال دولته ... لذوي الإفهام إقبال
قل لمن أكدت مطالبه ... راحتاه الجاه والمال