قال ابن بسام: وهذا من قول الخليل بن أحمد، وقد دخل عليه بعض أوانه وهو على نمرقة صغيرة، فرحب به وأجلسه معه في مكانه، فقال: إنها لاتحملنا، فقال له الخليل: ما تضايق سم الخياط لمحبين، ولا اتسعت الدنيا بمتباغضين. وسمع هذا أيضا ابن عبد ربه فقال هذين البيتين:

صل من هويت وإن أبدى معاتبة ... فأطيب العيش وصل بين خلين

واقطع حبائل خلٍ لا تلائمه ... فربما ضاقت الدنيا بإثنين - @ومن مدائحه

له من قصيد في العالي بالله إدريس بن يحيى بن بن علي بن حمود أولها:

لولا التحرج لم يحجب محياك ... حييت عنا وحيينا بمحياك

هذا اللثام غمام ما يبين هدى ... حطي اللثام ليس البدر إلاك

لما هديت إلى نعمان سافرة ... كانت هدايتنا من بعض نعماك

أيا غزالتنا شمس الضحى طلعت ... على اتفاق فسيماها كسيماك

بدوت في حلة زرقاء وهي هكذا ... فقال قاضي الهوى: هذي ولا ذاك

أظمأتني منك يا ظمياء جائرة ... ما كان ضرك لو أحضى بسقياك

إني أراك بقتل النفس حاذقة ... قولي بفضلك من بالقتل أوصاك

مالي وللبرق أستسقيه من ظمأ ... هيهات لا ري لي إلا ثناياك

إن كان واديك ممنوعا فموعدنا ... وادي الكرى ثم تلقاني وألقاك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015