المتعال - ألا ومن خالف خولف به، ومن عدل عن سلوك سبيل الرشاد نكص على عقبه، ومن أبصر واجتهد أدرك غاية مطلوبه، واتصل بمحبوبه، ووصل إلى رياض مرغوبه، وصل والله إلى مقام أمين، في جنات وعيون يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين:
كم بين من عبر الصراط خفيفا ... وأتى الإله من الذنوب نحيفا
وطوى المراحل بالطوى عن كل ما ... كره الإله وجانب التعنيفا
حتى أناخ ببابه وقبابه ... ضيقاً عزيزاص عنده معروفاً
فأتى القرى بحبائه وجزائه ... حتى ينال من النعيم صنوفا @فصل في ذكر الأديب العالم الناثر الناظم أبي محمد غانم، والأخذ
@بطرف مستظرف من خبره وحميد أثره
قال ابن بسام: وكان أبو محمد غانم بن وليد، ونسبه في بني مخزوم، قد بذ وقته أهل ذلك الإقليم، في أنواع التعاليم؛ فرد عصره ونسيج وحده، في تناهي جده؛ متفنناً جرى في ميدان السبق، وفقيهاً قرطس