وإن أنخت بعطنك من أفق غافق، ذا بضاعة أدب غير نافق، أصبحت منها كالمسك ينافح نفسه، أو الفذ يكلم حسه، معاشر معاشر لم تغذهم رقة الآداب، ولا أعربت ألسنتهم عوامل الإعراب:
فهن يغلطن به إلغاطا ... مثل النبيط لاقت الأنباطا وإن نطق زهير، قالوا نهق العير:
أرض الفلاحة أو أتاها جرول ... أعني الحطيئة لاغتدى حراثا
تصدا بها الأفهام بعد صقالها ... وترد ذكران العقول إناثا
أرض خلعت اللهو خلعي خاتمي ... فيها وطلقت السرور ثلاثا فخير أنيس المرء ذكر يشحذ الفكر، وروض كتاب يصقل الألباب:
أعز مكان في الدنا سرج سابح ... وخير جليس في الزمان كتاب ولله ما حويت، ونعم ما اقتنيت، من حدائق أدب، في يفاع حسب، سنخ ضرب الأرض بعروقه، وبسق فاستوى على سوقه يونق البقاع، ويعجب الزراع، كرم [مدده فزكا ثمره، وطاب