ابن عبد الملك بن سراج، اسم وافق مسماه، ولفظ طابق معناه، فإنه سراج علم وأدب، وبحر لغة لسان العرب، وإليه في وقتنا هذا بحضرة قرطبة شد الأقتاب، وإنضاء الركاب، في الاقتباس منه، ثم إنه في هذا الفن الذي نحن في إقامة أوده، زمامه وخطامه في يده، ولنظمه ونثره ديباجة رائقة، وهو القائل:

لما تمكن من فؤادي منزلا ... وغدا يسلط مقلتيه عليه

ناديته مسترحما من عبرة ... أفضت بأسرار الضمير إليه

رفقال بمنزلك الذي تحتله ... يا من يخرب بيته بيديه! وهذا البيت الأخير منها كقول التهامي:

حرق سوى قلبي ودعه فإنني ... أخشى عليك وأنت في سودائه وأنشدت أيضاً لبعض أهل العصر:

فقلت له لا ترم قلبي فإنه ... مكانك والمرمي أنت ولا تدري وقال أبو الوليد بن حزم:

أذكيت في قلبي بنأيك لوعة ... حتى خشيت على محلك فيه وفي قريب منه قول ابن شرف:

عجبت منه وأحشائي منازله ... كيف استقر بها من كثرة القلق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015