ومنهم الأديب النبيل أبو العباس أحمد بن محمد الكناني أحد تلامذته الآخذين عنه، رثاه أيضاً بقصيدة أولها:
رزء تطلبت فيه الصبر فامتنعا ... ورمت دمعي على التسكين فاندفعا قال فيها:
حديث صدق نعى الناعي إلي ضحى ... فزعت فيه إلى التكذيب حين نعى
صبرا سراج فيما يبقي الردى أحدا ... كل سيجرعه من كأسه جرعا
أقول صبرا كأني غير مكترث ... والله يعلم أنا موجعان معا إلى غيرها من قصائد طويلة قليلة الطائل أثبتها أبو الوليد المذكور بجملتها، لم يتسع هذا المجموع لاستيفائها، وفيما مر منها كفاية.
وأكثر من أبنه في ذلك اليوم أطال في مدح ابنه، وليس من عادة أئمة الشعراء المقتدى بهم الإكثار من مدح المعزى في تأبين حميمه المتوفى، وإنما يلمون به إلماما بعد التوفر على ندبة ميته والإشباع في ذكر ما فقد من خصاله، ثم الكر على تسكين جأشه، وحضه على التعزي اتقاء لربه، هذه طريقة فحول الشعراء.
والوزير الفقيه أبو الحسين ابنه المخاطب يومئذ بهذه الأشعار هو سراج