فلهفي عليه وإن كان لهفي ... قليل العزاء ضعيف المناب
إذا عادني عيد تذكاره ... أجد أسى لم يكن في الحساب
وإن جمد الدمع في ناظري ... مددت قواه بقلب مذاب
فلا شيء أعجب من يومه ... برؤية ثهلان بين الرقاب
عزاء سراج العلا فالجميع ... قليل البقاء سريع الذهاب ومنهم الوزير الكاتب أبو بكر محمد بن ذي الوزارتين الكاتب المشرف أبي مروان بن عبد العزيز المقدم في نبله على تأخر سنه، رثاه أولا بقصيدة أولها:
هل فوجئت بمصاب قبله العرب ... أو أسقطت لملم غير الشهب - ومنها:
ما كنت أحسب أن الموت معترض ... ذاك الجلال ولما ينته الرهب
من لا تمر عليه الشمس طالعة ... إلا وعرنينها من نعله ترب
إذا تطلع في ناديه محتبيا ... لم يأته الدهر إلا وهو منتقب
يا طالب العلم لا ترحل فقد رديت ... بك المهارى وجف الماء والعشب
فيم الذميل وحث السير منتجيا ... وأين يبلغك التقريب والخبب
ضلت سبيلك لا هاد ولا علم ... وغاض شربك لا ورد ولا قرب
يا فاضل الخطة الشنعاء قد عوصت ... تعيا بها الخطباء اللسن والخطب