@فصل في ذكر الأديب أبي بكر بن ظهار وإثبات جملة
@مما وجدت له من الأشعار
وكان أبو بكر هذا من فتيان الأدباء في ذلك الأوان، ثم اعتبط وماء معرفته غير ممتاح، وركن إبداعه غير مراح، في شرخ شبيبته وأوان ظهوره، ولولا ذلك لبز أهل الآفاق، رقة وحسن مساق. وأكثر ما وجدت من شعره ففي مدح أبي المغيرة بن حزم، إذ كان قد ميزه تمييز مثله من صيارفة النثر والنظم. وحدثت عن بعض من جعل الانتجاع بهذا العلق الذي نحن في إقامة أوده [من أجل ذخائره وعدده] ، أنه انتجع أبا بكر بن ظهار، وكان من الإقلال في غاية، ومن قلة ذات اليد في نهاية، وقصده في ذلك بخمسة أبيات شعر أنشدتها سقطت من ذكري، فباع ابن ظهار ثوبه ووجه إليه بثمنه، وكتب إلى مستمنحه بهذه الأبيات:
يعز على الآداب أنك ربها ... وأنك في أهل الغنى خامد النار
وخمسة أبيات كأنك قلتها ... بهاء وإشراقاً من القمر الساري
طلبت لها كفؤاً كريماً من القرى ... فقصر باع المال عن نيل أوطاري
سوى فضلة لا تستقل بنفسها ... وأقلل بها لو أنها ألف دينار
بعثت بها لا راضياً لك بالذي ... بعثت به إلا فراراً من العار