أكان عهدك في دارين ينفح أم ... من أندرين ومن ريا وريان

وكان من غفلات الدهر طيبك أم ... من غفلةٍ خلست من لحظ رضوان

سقياً لعهدك ما أندى نوافحه ... ريا وأنقعها رياً لحران

عصر جنيت جناه الغض من قمرٍ ... وافى به ثمراً غصن من البان

إذ تشرئب لي الأغصان مائةً ... مهفهفات على رجراج كثبان

فلم أزل ساحباً أذيال بردته ... حتى عثرت بأرداني فأرداني

وابتز رائع ريعانٍ نذير نهىً ... فريع روعي لما ابتز ريعاني ومنها:

وإنما العذر لي أن جئت في زمنٍ ... لا الجيل جيلي ولا الأزمان أزماني

والله لولا رجائي أن تهاودني ... إلى ابن هود هوادي كل مذعان

لمت من كمدٍ غيظاً على دول ... صروف أزمانها تجري بإزماني

وليس يوسف عندي مثل يوسف بل ... لقيا أبي عمر من عمري الثاني

إذ ما يزال بقسطي باخساً أبداً ... من لم يزني بقسطاس وميزان

وقد حويت قصاب السبق في بدعٍ ... شتى وأحرزتها في كل ميدان

وكم بدائع لي ما باشرت بشراً ... ولا سرى طيبها في وهم إنسان

لكن بصائرهم عمي ولا بصر ... والشمس تشرق إلا عند عميان

لقد أجد فؤادي من محبته ... ما كنت أحسبه وسواس جنان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015