بحبل معتصم بخالقه، وتوكلوا على رزق متوكل على رازقه، واستوثقوا من عقد من لا عقاله بأنشوطة، ولا ميثاقه بأغلوطة.

وفي فصل: فيا أيها المغترون بخلقه الفضفاض، وكرمه الفياض، لا يجهلنكم تحمله، ولا يغرنكم تكرمه، فالبحر قد تردي غواربه وليس بطام، والعارض قد تصيب صواعقه وليس بركام، والنصل قد يبري وهو غير مؤلل، وأين نار ليس لها شرار، وأين خمر ليس لها خمار - فهو جدب وربيع معرق، وليل ونهار مشرق، فيه الصاب والعسل، وفي السهل والجبل، له خاطر على خواطر الحوادث مرسل، وطرف بأطراف البلاد موكل. فأنى بعناد من تميد الأرض إذا وجم، ويرق نسيم الهواء إذا ابتسم - فلم يجتمع لملك - حاشاه - خضاب الصوارم، واجتناب المحارم، قسم العدل بين البدو والحضر، كقسمة الغيث بين النبت والشجر، فلا غرو أن يفوق جميع الأنام وهو من الأنام، فإن المسك بعض دم الغزال، وإن معدن الذهب الرغام. فهو الأبلج المتدفق، والأزهر المتألق، من جوهرة المجد وهو ماؤها، ومن مهجة العلياء وهو سويداؤها، ولا يقتدي في سؤدد بغريب، بل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015