وعود الدهر فنيان مورق، والعيش غضة مكاسره، عذبة موارده ومصادره، طاب كما لذت لشاربها الشمول، وتضوع كما خطرت على الروض القبول.
وفي فصل: فلله يومنا بالأمس، ما أجلب لألطاف الأنس، حين طلع علينا من كان طلوعه ألذ إلى الأعين من وسنها، وأوقع في القلوب من سكنها، طلع طلوع الصباح المتهلل، وجاء مجيء العارض المسبل، دلفنا إليه كالقطا الأسراب، فبهرنا الأمر العجاب، وكادت الأفئدة مما وجفت، والألباب مما رجفت، ألا يرجع نافرها، ولا يقع طائرها.
وفي فصل: لا تسمع إلا همهة وصهيلا، وقعقعة وصليلا، فخلت الأرض تميل مميلا، والجبال تكون كثيبا مهيلا، لا تعلم لأصوات تلك الغماغم، وضوضاة تلك الهاهم، من وهواه صهيل، ودرداب طبول، أزئير ليوث بآجام، أم قعقعة رعد في ازدحام غمام - فتزاحم في الأفق الهميم والهديد، وتلاطم في الجو النئيم والوئيد، فكادت الدنيا بنا تميد، لا تبصر غير ململمة جأواء، وموارة شهباء، قد ضعضعت التلال، ودكدكت القلال، إذا فرعت من ذات نيق