هشام، ثم كان له بسليمان اتصال فثنى له الوزارة وأمضاه على عمله، وكان أول أمره مجاملا لابن عمه منذر بن يحيى التجيبي، يظهر موافقته، ويكاتمه من حسده إياه ما لا شيء فوقه، حتى خذله تجمله، فلم يلبث أن تفرجت الحال بينهما بعد مضي سليمان، وتحاربا على ملك وشقة، فعجز ابن صمادح عن منذر لكثرة جمعه، وأسلم له البلد وفر بنفسه؛ فلم بق له بالثغر متعلق، وكان أول ساقط من الثوار، لم يتمل سلطانه ولا أورثه من بعده.
وكان أبو يحيى هذا رجل الثغر رأيا ومعرفة، ودهيا ولسانا وعارضة؛ ولم يكن في أصحاب السيوف من يعدله في خلاله هذه - من رجل محروم، يقارنه الشؤم، ويقعد به النكد واللؤم. وكان يحمل قطعة صالحة من الأدب ينال بها حاجاته مخاطبا ومذكرا، وكان لا يزال يسمو إلى طلب الدنيا والحرص عليها في أكثر حركاته، فيقعد به جده، وينكسه زمانه، إلى أن أخنى عليه - حسبما ذكرناه.
وأما معن ابنه ذو الغدرة الصلعاء، فإنه لما قتل زهير فتى ابن أبي عامر صاحب المرية، وصارت لعبد العزيز بن أبي عامر واستضافها إلى بلده بلنسية، واستمد بما ورثه من تلاد الفتيان العامريين موالي جده