فتاة كأن رضاب العصير ... يعل بفيها مع الزنجبيل
قتلت أباها على حبها ... فتبخل إن بخلت أو تنيل فاحتربت بكر وقضاعة بسببه، فكان ذلك أول بدء تفرقهم عن تهامة، فلما أخذوا يتفرقون قيل لخزيمة: إن فاطمة قد ذهب بها فلا سبيل إليها، فقال: أما دامت حية فأنا أطمع فيها، وقال:
إذا الجوزاء أردفت الثريا ... ظننت بآل فاطمة الظنونا
وحالت دون ذلك من همومي ... هموم تخرج الداء الدفينا وقال ابن الحداد أيضاً:
فيا عجباً أن ظل قلبي مؤمناً ... بشرع غرام ظل بالوصل كافرا
أرجي لسلواني نشوراً وحسنها ... يرى رأي ذي الإلحاد أن ليس ناشرا
وليس على حكم الزمان تحكم ... على حسب الأفعال يجري مصادرا
ومعرفة الأيام تجدي تجارياً ... ومن فهم الأشطار فك الدوائرا
ولولا طلاب الدهر غاية علمها ... لما بسطوا منها بسيطاً ووافرا
ولولا أبو يحيى ابن معن محمد ... لما كانت الأيام عندي ذخائرا
فلا تنكروا مني بديعاً فمجده ... نوادر قد أوحت إلي النوادرا