فقد عقبت ريح النعامى كأنما ... سلام سليمى راح في نفحاتها
وتيماء للقلب المتيم منزل ... فعوجا بتسليم على سلماتها
وإن تسعدا من أسلم الصبر قلبه ... يعرس بدوح البان من عرصاتها
فبانتها الغيناء مألف بانة ... جنيت الغرام البرح من ثمراتها
وروضتها الغناء مسرح روضة ... تبختر في الموشي من حبراتها
هنالك خوط في منابت عزة ... تخال القنا الخطي بعض نباتها
مشاعر تهيام وكعبة فتنة ... فؤادي من حجابها ودعاتها
فكم صافحتني في مناها يد المنى ... وكم هب عرف اللهو من عرفاتها
عهدت بها أصنام حسن عهدنني ... هوى عبد عزاها وعبد مناتها
أهل بأشواقي إليها وأتقي ... شرائعها في الحب حق تقاتها
غرام كإقدام ابن معن ومغرم ... كإنعامه والأرض في أزماتها ومنها:
وكم قد رأت رأي الخوارج فرقة ... فكنت عليا في حروب شراتها
بعزم أبي لا يرد مضاؤه ... وهل تملك الأفلاك عن حركاتها -
هو الجاعل الهيجا حشا وسنانه ... هوى فهو لا يعدو قلوب كماتها ومنها:
وكم خطبتني مصر في نيل نيلها ... ورامت بنا بغداد ورد فراتها
ولم أرض أرضا غير مبدإ نشأتي ... ولو لحت شمسا في سماء ولاتها