وله من أخرى:
سقى كل غيث صادق البرق وابل ... منابت نوار الربى والخمائل
فروى غصوناً كالقدود تطلعت ... من أوراقها في مثل خضر الغلائل
خليلي عوجا بي على الربع دارساً ... نحي رياضاً أحدقت بجداول
ملاعب كاسات ونزهة أعين ... ومسلى لمشتاق وذكرى لغافل
وأحسن من روض تحلى بنوره ... محيا ابن معن في حلي الفضائل
جواد كأن الأرض جمعاء راحة ... له وبحور الأرض خمس أنامل
ليهن تجيباً أنها عندما اغتدت ... قبيلاً له سادت جميع القبائل
تكسد سوق الدر فيك قصائدي ... وتزري بعرف المسك عنك رسائلي
جللت فجل القول فيك وإنما ... يقد لقدر السيف قدر الحمائل
يزين شعري أنه فيك سائر ... وزين عنان الطرف يمنى المجاول وله من أخرى وكان المعتصم قد هجر النبيذ زمناً:
عسى دهرنا أن يكف الخطوبا ... ويجعل منك لكأس نصيبا
وشت حادثات الليالي بها ... فأعرضت عنها وكانت حبيبا
وكم من ذمام لها مثله ... يحل الحقود ويثني القلوبا
وأنت ابن معن على خلقةٍ ... تقيل المسيء وتمحو الذنوبا وله في من أخرى:
هجر المدام وكان يألف وصلها ... ملك جليل في الملوك عظيم
فاصفرت الأقداح من جزع ولو ... يسطعن لم يأرج لهن نسيم
وتطلع الساقي يؤمل عودة ... ليعود عهد بالكرام كريم