شأنها إن كان وقع اتفاقاً، وأغلب الظن أن تأتيها اعتماداً.

ومن جواب أبي المغيرة عليها: وأرجع من كتابك إلى ما ركض جواد الهزل، وشهر سلاحه، ونشر علمه، وشب زبون حربه، وأوقد وطيس فتنته؛ بل إلى ما مد بساطه، وفرش أنماطه، وأدار كؤوسه، وأماط عبوسه، وحرك أوتاره، ونبه أطياره؛ بل إلى ما أقام لعبه، وحرك لعبه، وأحضر مجونه، واستجر فنونه، وزمر في بوقه، ونقر بطن دفه، ورقص على إيقاع لحنه، فقلنس في أختانه، وطرطر في قرونه، وبربر في رعي ضانه، وترهب في غير خالقه، ولم يدع من الجد طرفاً، ولا للهزل سبباً، إلا وتمسك به. فهو القائم القاعد، والغوي الراشد، في وصف القارئ بالكتاب عليك، الذي هذبه الزمان، وقاده إليك الخذلان، وحمله إليك من أنزح مكان، ليكون أتم في إلهائك، وأبلغ في إضحاكك. فالغريب من كل حق وباطل نافق، والموجود كاسد. ولم أميز من هييئته غير القامة، وأنكرت سائر ذلك من الهامة؛ فعهدي بجبينه كالصحيفة الصقيلة، وخده كمرآة الغريبة، وعينيه كناظر صقر طاوٍ على مرقب، ضفدع بنظر من خلال طحلب؛ وأنفه كغرار سيف ليس الذي قلدته به، وألقيت حمائله في عنقه، ولسانه كمخراق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015