مشمراً في الطين عن ساقيه ... مداولاً عصاه في كفيه
يأخذ في التعيير والإزهاد ... منكمشاً في طلعة الصياد
فمرةً يعطى وألفاً يمنع ... ومرةً يمشي وعشراً يقع
ولو ترى يا ذا الندى مثواه ... لقلت سبحان الذي أبلاه
قطعة لبد دارس الآثار ... قد طرحت حول مكان النار
إلى قدورٍ هي أقصى عقل ... لم يك فيها قط غير البقل
وقدسٍ معلقٍ مقابلي ... أودع فيه في الدجى مغازلي
وطوبة بوضع الرقاد ... كأننا من أعبد العباد
يا شوقنا فيه إلى قنديل ... وتوقنا أيضاً إلى منديل!
هذا جميع كل ما في البيت ... بلا دقيق يرتجي وزيت
[وقد شكا منه لبعضٍ بعضي ... إن كان عندي من ثياب الأرض
غير الذي كسوتني بمالقه ... فبنت قبل الليل منه طالقه]
فلا تدعني غرضاً للقر ... فقد كفاني عدمي للبر
لا سيما، زيادةً في التحفه ... أنني حبلى مقرب ينطفه
وربما جئت له باثنين ... لكي يحوز قرة العينين
بذا وذا تنطبخ الششون ... يا ليته لو أنه قبون