جارية كان أهداها إليه، وضاعت بين يديه، وهي طويلةً منها:
إني بالله وبالوزير ... أدفع ما حل من المحذور
وهبتني لأوحد منقطع ... في القبح والفقر خفي الموضع
[ولم يبين لي بهذا العيب ... من فقره حتى دهى بالشيب
عيبان في الدرهم نقص وردي ... وواحد قد كان يكفي لو قد]
جعلتني أسيرةً مملوكه ... لطلعة حائلةٍ صعلوكه
يعزى على الفال إلى مسعود ... وهو شقي ليس بالمحمود
كما يكنى بأبي البيضاء ... أسود كالسروة في الظلماء
وكنت أرجو معه للراحه ... إذ لم يفز بطائل الملاحه
إذا به أدخلني في شغل ... لفرط الالمام بسوق الغزل
وقال لي إن كنت تهوين التحف ... والأكل والشرب وحلة الطرف
فانتبهي وحكمي الأصابع ... واطرحي عن نفسك المطامع
ألا وهبتني لشخص تاجر ... ولم أكن عند فقير فاجر
أو ليتني كنت لبعض الجند ... فربما حاز نفيس المجد
يضرب بالسيف ولا يقاسي ... خطة خسفٍ بسؤال الناس
قد كدت آدابه والشعر ... فما له عند البرايا قدر
ألحن في أشعاره من تيس ... أعجز في البيت من الضريس
ولو تراه سائراً للسوق ... إذا بدا في كسوة الغرنوق