وشاربٍ قد هم أو ... نم عليه الشعر

ضعيفة أجفانه ... والقلب منه حجر

كأنما مقلته ... من فعله تعتذر

الحسن فيه كامل ... وفي الورى مختصر وليست يد ابن بردٍ فيه عن مرماه بقاصرةً، ولا صفقته حين جاراه بخاسرةٍ، بل ساواه وزاد. وأجاد ما أراد. ألا ترى قول ابن المعتز على تقدمه: " قدهم أو نم عليه الشعر " لا يكاد يخرج عن لفظ العامة، وابن برد جمع في بيته بين ما بابين من أبواب البديع: فجانس بين الشارب والشارب، وأنبأ أن محبوبه في آخر درجة من المرودة وأول درجة من اللحية، بإشارة عذبة وعبارة حلوة رطبة، دون تطويل، ولا تثقيل - وقول ابن برد: " وامزج بماء الذهب المنبتا " -[يعنى بذلك الفضة، والمنبت مولد ليس من كلام العرب]- ينظر إلى قول الصنوبري:

وليلة كالرفرف المعلم ... محفوفة الظلماء بالأنجم

تعلق الفجر بأرجائها ... تعلق الأشقر بالأدهم

عدلت فيها بين خمرين من ... خمر العناقيد وخمر الفم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015