لم تجن ذنباً اليك، وعقدي مستحكم لم يمسسه وهن فيك. وأنا الآن على طرفٍ من إخائك معك، فإما أن تدلي بحجةٍ فأتنصل عندك، وإما أن تنبئ بحقيقة فأستديم خلتك، وإما أن تأزم على فأسك فأقطع حبلي منك، كثيراً ما يكون عتاب المتصافيين حيلةً تسبر المودة بها، وتستثار دفائن الأخوة عنها، كما يعرض الذهب على اللهب، وتصفق المدام بالفدام. وقد يخلص الود على العتب خلاص الذهب على السبك. فأما إذا أعيد وأبدي، وردد وولي، فإنه يفسد غرس الإخاء، كما يفسد الزرع توالي الماء.
@فصول في الاستزارة
- اليوم يوم بكت أمطاره، وضحكت أزهاره، وتقنعت شمسه، وتعطر نسيمه، وعندنا بلبل هزج، وساق غنج، وسلافتان: سلافة إخوانٍ، وسلافة دنان؛ قد تشاكلتا في الطباع، وازدوجتا في إثارة السرور؛ فاخرق إلينا سرادق الدجن تجد مرأى لم يحسن إلا لك، ولا يتم إلا بك.
- الزيارة في الليل أخفى، وبالزائر والمزور أحفى، وقد سدل حجابه، ووقع غرابه، وتبرقعت نجومه بغيومه، وتلفعت كواكبه بسحائبه؛ فاهتك إلينا ستره، وخض نحونا بحره؛ ولك الأمان من عين واشٍ تراك، وشخص رقيبٍ يلقاك.
- البدر صنوك، فإن طلعت معه علي ذعر الخافقان، والشمس