وامتهان لجماعتهم، لم يقدر يحيى على تخليصهم منه لتلظي الحرب. وكان يحيى أولاً في حلف مع محمد ولد عمه القاسم، فدله على إشبيلية حارس لابن عباد، فلما انجلت الحرب وقع يحيى على نكث لعمه القاسم، فقبض على ابنه محمد وقيده وبعث به إلى مالقة، وحينئذ صمد إلى شريش لعمه فبلغ فيه ما وصفناه.

@فصل في ذكر الوزير الكاتب أبي حفص بن برد الأصغر،

@وإيراد جملةٍ من نظمه ونثره، مع ما يتصل

@من قصة وخبرٍ بذكره

قال ابن بسام: كان أبو حفص ابن برد الأصغر في وقته فلك البلاغة الدائر، ومثلها السائر، نفث فيها بسحره، وأقام من أودها بناصع نظمه وبارع نثره، وله إليها طروق، وفي عروقها الصالحات عروق، إذ كان أبو حفص الأكبر - على ما تقدم ذكره - واسطة السلك، وقطب رحى الملك، بالحضرة العظمى قرطبة، وقد تقدم من أخباره المأثورة ورسائله المشهورة في أخبار سليمان، وغيره من ملوك بني أبي عامر وبني مروان، أول ما يشهد أن آل برد جمهور كتابة، ومحور خطابة، وقد فخر أبو حفصٍ هذا بذلك في كتابه الموسوم ب - (سر الأدب وسبك الذهب " من أرجوزة يقول فيها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015