سنايا سددت الطرق عنها ولم تدع ... لها من ثنايا شاهق متطلعا
فلما رأت سور المهابة دونها ... عليك ولما لم تجد لك مطمعا
ترقت بأسباب لطاف ولم تكد ... تواجه موفور الجلالة أروعا
فجاءتك في سر الدواء خفيةً ... على حين لم تحذر لداء توقعا وقد أخذ أيضاً هذا المعنى أهل وقتنا وهو أبو محمد عبد المجيد بن عبدون، فقال من قصيدة يرثى بها الوزير أبا المطرف ابن الدباغ الكاتب:
ثارت إليه المنايا من مكانها ... سراً على غفلة الحراس والسمر
أولى لهن وأولى لو هممن به ... والمنع ذو راحة والدفع ذو حذر في أبيات غير هذه هي ثابتة في موضعها من هذا المجموع.
ولله در صريع الغواني فإنه أخذ عليهم ثنايا البديع في هذا المعنى، وإن كان بينهم بعد كما ترى، حيث يقول:
ألم تعجب له أن المنايا ... فتكن به وهن له جنود - وقال أبو الطيب:
تخون المنايا عهده في سليله ... وتنصره بين الفوارس والرجل