وليلةٍ لسرور كان لها ... بحسن ساق كحسن خلخال
قصيرةٍ أقصر الغرام بها ... كأنها مستهل شوال
ناولني الماس بدرها بيدٍ ... عنابها من طريف أنقال
يعلني ريقة الحياة فم ... قضى بتعطيل كل علال وقال أيضاً:
سقى الله أيامي بقرطبة المنى ... سروراً كري المنتشي من شرابه
وكم مزجت لي الراح بالريق من يدي ... أغر يريني الحسن ملء ثيابه
أوان عذاري لم يرع بمشيبه ... شبابي ولم يوحش مطار غرابه
تعللني فيه الأماني بوعدها ... وهيهات أن أروى بورد سرابه
سل العنم البادي من السجف دانفاً ... لتعذيب قلبي هل دمي من خضابه - وقال أيضاً:
فهل ترى أحسن من أكؤس ... يقبل الثغر عليها اليدا -
يقول للساقي: أغثني بها ... وخذ لجيناً وأعد عسجدا
أغرق فيها الهم لكن طفا ... حبابها من فوقها مزبدا
كأنما شيبها شارب ... أمسكها في كفه سرمدا