وله من أخرى [فيه] :

شقي بعدنا بالبعد من نعم نعمان ... وأوحش من لبنى على البعد لبنان

سقى القطر ما بين العقيق وضارج ... معارف فيها للأحبة عرفان

وحيا الحيا عهداً عهدناه باللوى ... لوى ديننا فيه صدود وهجران

ليالي روض الوصل فيهن ممرع ... وغصن الصبا إذ ذاك أخضر فينان

تدير علينا الراح فيها جآذر ... ويسكرنا باللحظ منهن غزلان

ولم أر مثلي كيف صار بقلبه ... من الوجد بركان وفي الجفن طوفان

ولا مثل هذا العدل كيف أعاده ... علي وقد مرت من الظلم أزمان وله من أخرى فيه أيضاً:

بكيت لها شجواً وهن الحمائم ... ينحن بلا دمع ودمعك ساجم

ولما علونا الحزن واعتسفت بنا ... رسوم الديار اليعملات الرواسم

لوينا بأعناق المطي إلى اللوى ... وقد علمتنا اللبث تلك المعالم

لئن أوحش الربع الذي كان آنساً ... وأقوت من الحي الرسوم الطواسم

فكم ليلة فيه وصلت نعيمها ... بأخرى وأنف الهجر بالوصل راغم

سقى منبت اللذات منها ابن هاشم ... إذا انهملت من راحتيه الغمائم

إمام أقام الدين حد حسامه ... طريراً ومنه في يد الله قائم

ويزهر في يمناه نور من الظبا ... له من رؤوس الدارعين كمائم وهذا البيت ينظر إلى قول المتنبي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015