والله يتولاه بالفسحة في عمره، والإعلام لأمره، ويصرف الأقدار مع إيثاره، ويصرف وجوه التوفيق إلى اختياره.
ولك يا سيدي في انتدابك لما ندبتك له، ما للساعي المنجح من الشكر، وللمجتهد البالغ من العذر، وملاك الأمر تقديم المراجعة بالإيجاب فأسكن إليها، والجواب فأعتمد عليه، وأهدي إليك ندي الغض الناضر من سلامي، والأرج العاطر من تحيتي.
وكتب إثر ذلك إلى المعتضد رقعةً يقول فيها:
أطال الله بقاء الحاجب فخر الدولة مولاي وسيدي، ومولى المناقب الجليلة، والضرائب النفيسة، في أكمل ما تكفل له به من علو القدر، ونفاذ الأمر، وخصه من النعم بأسبغها سربالاً، وأبردها ظلالاً، وأحمدها مآلاً.
كنت - أعز الله الحاجب مولاي - قد كتبت إلى الوزير أبي عامر عبده بما أيقنت أنه انتهى إليه، واشتمل عليه، فكتب الوزير إلى بعض أسبابه بما يقوم مقام المراجعة لي بما يرتفع عن قدري، ولا تتسع له ساحة شكري، لعلمي أنه عن الحاجب - أيده الله - صدر، وبإذنه نفذ، والذي عداني عن أن يكون الكتاب في ذلك إلى الحاجب - أبقاه الله - التأدب بآداب حصفاء العبيد في الإجلال والإعظام، وترك التبسط والإقدام، وقلما استغنت أوائل مطالب الأتباع بحضرة الملوك من وسائط تمهد لها، وتعتمد