وإني لأتذكرك وأتذكر أوقات المسرة بقربك، والأنس بالاجتماع بك، كما يتذكر الشيخ الهم شبابه، والعاشق امفارق أحبابه، وأرغب إلى الله في تسهيل أمر تجمعنا كما نحب، وأدعوه ربي (عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا) (مريم: 48) وما ذلك على الله بعزيز.

نعم سررت والله يا مولاي بكتابك وأنست بقراءته، وأوجبت حقاً لحامله وهششت والله اليه، كما قال قيس (?) :

إذا ذكرت ليلى هششت لذكرها كما هش للثدي الدرور وليد

وفي فصل:

وأما ذكرته من التحرك إلى جهتنا، فهلم، قرب الله دارك، وأدنى مزارك، ورعى الله جواداً يحملك، وطيب ريحاً توصلك، وبارك الله في ليلٍ أو نهار يفتر عن لقائك، ويبسم عن شهي مشاهدتك.

وله من أخرى:

وافى كتابك مطوياً على نزه (?) تقسم الحسن بين السمع والبصر

جزل المعاني رقيق اللفظ مونقه كالماء يخرج ينبوعاً من الحجر

وصل كتابك يوم عيد النحر فكان عيداً ثانياً، وصادف أنسب واهياً، ف كان له مسنداً بانياً، فارتحت له ارتياح الروض للمطر، ولم أمل بتكرير قراءته وهل تمل عين من النظر، فكم من معنىٍ بديع، ولفظٍ محكمٍ صنيع، وبراعةٍ أتى بها (قلمه] شرعاً، وبلاغة جاش بها بحره طبعاً لا تطبعاً، " وليس بمنكر سبق الجواد " ولا بمتدعٍ جود العهاد، وأما النظم فنظم صفات الإحسان، واستدعى نوافج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015