وقد تعرضت لواسع رأفته، فاستعطفت كريم عاطفته، واسترجعت فائت حظي بمراجعته، وأعوذ بالله أن استنصر به على الزمان فيخذلني، وإلى جوره بعد الاستسلام بعدله فيسلمني، ويطرحني معتمداً من يده، ويسقطني بالجملة عن عدده، ويصرفني عن باب تصرفه بالحرمان، ويذودني عن بحر جوده العذب مشتمل الجوانح على غلة الظمآن، ومتقدم المعرفة رحم، والوفاء بالذمم كرم، وقد ناديت من نداه - دام علاه - سميعاً، وسألت منه جواداً لأمر الجود مطيعاً، واستمطرت من / [182] جوده غماماً غير جهام، وهززت منه حساماً غير كهام، ومن أقعدته نكاية الأيام، أقامته إغاثة الكرام.

ومن شعره

قد صار يختلق المحال ويبطل من قال ليس على الثرى من يكمل

حكمت عليه معجزاتك أنه متمحل فيما حكى متقول

لا زلت في كنف السعود وظلها أبداً تحل بحيث شئت وترحل

مثل الهلال يسير في درجاته والشمس في أبراجها تتنقل

أصبحت يا دار المظفر كعبةً للمجد يلثم ركنها ويقبل

فالشهب ليس يغم (?) مطلعها ولا جيد السماء من الغزالة يعطل

يا صارم الملك الذي أيامه ابداً تزان بمجده وتجمل

صقلته أيدي المكرمات ولم تخل أن الصورام بالمكارم تصقل

ملك طفيلي السماح يضيف من لم يستضيف وينيل من لا يسأل

مذ ورخوا عهد المعالي باسمه ذهب التنازع واستبان المشكل

لو أن مطبوعاً يفارق طبعه لحلا إذا شرب الزلال الحنظل

ولما رأينا النحل تقضم علقماً لهواتها فيعود وهو معسل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015