أحنى على أهل الأدب، منه. ومن مشهور كرمه أنه أعطى المنتصر بن خزرون في دفعةٍ مائة ألف دينار إلى ما وصله به من مركبٍ ثقيل، وزي نبيل، ثم لم يمكث بالمهدية إلا نحو عامين، وانقضت أيامه، وغافصه حمامه، تعالى من لا ينتقل حاله، ولا يتوقع زواله.
فصل في ذكر الشيخ أبي الفتيان العسقلاني (?)
وإثبات قطعة من شعره ونثره
أخبرني بخبر هذا الرجل الفقيه الحافظ أبو بكر محمد بن الوزير الفقيه أبي محمد إن العربي، وأنه فارقه حياً يرزق وهو السنة [-.] وأنا أقول: إن أبا الفتيان هذا من فرسان هذا الشان، وممن أعطي بسطةً في علمه وبيانه، وخلي بين السحر ولسانه، والذي أثبت من كلامه يضرح قذى العيون، ويجلو وضح الصبح المبين.
فصل له من رقعة:
مخايل السؤدد - أطال الله بقاء الشيخ - تعثر على عقبه أخامص الكرام، وترقم بمناقبه برود الأيام، فأدام الله تمكينه حتى يصبح سلك المجرة واهي النظام، وتغبر في البسيطة جبهة (?) بهرام، [ولا زال] يعقل بساحته الأمل الجامح، وتستوقف المراشد والمصالح، إذ كان مفترق المجد قد أصبح في علائه مجموعاً، وشامس الفضل سامعاً مطيعاً، وقد قرن وليه هذه الأسطر برقعة سأل عرضها على الحضرة السامية - رفع الله منارها، وعمر بوفود السعادة ديارها - وأن يتبعها من سديد مقاصده ما يهدي من أمها سبيل النجاح، ويقضي لها بالمغنم وفوز القداح، لا زال أفقه بنجوم