وهذه ايضاً جملة من شعره
حكى أبو علي بن رشيق في كتابه المترجم ب - " الأنموذج " قال: كان أبو إسحاق الحصري قد نشأ على الوراقة والنسخ لجودة خطه، وكان منزله لزيف جامع مدينة القيروان، فكان الجامع بينه وخزانته، وفيه اجتماع الناس إليه ومعه؛ ونظر في النحو والعروض، ولزمه شبان القيروان، وأخذ في تأليف الأخبار، وصنعة الأشعار، مما يقرب في قلوبهم، فرأس عندهم، وشرف لديهم، ووصلت تليفاته صقلية وغيرها، وانثالت الصلات عليه، وله شعر كثير، ومن شعره مما أنشده ابن رشيق (?) :
إني أحبك حباً ليس يبلغه فهمي ولا ينتهي وصفي إلى صفته
أقصى نهاية علمي فيه معرفتي بالعجز مني عن إدراك معرفته
وأنشد له:
ولقد تنسمت الرياح لعلني أرتاح أن يبعثن منك نسيما
فأثرن من حرق الصبابة كامناً وذعن من سر الهوى مكتوما
وكذا الرياح إذا مررن على لظى نارٍ خبت ضرمنها تضريما
وله (?) :
عليل طرفٍ سقيت خمرا من مقلتيه فمت سكرا
ترقرقت وجنتاه ماءً مازج فيه العتيق درا / [171]
يحرك الدل منه غصناً ويطلع الحسن فيه بدرا
[قدر خط مسك بعارضيه خلقت للعاشقين عذرا]