أجفانهم، فعظمت الفائدة، وعمت المصلحة، وكلما بدأت معالمها (?) تتنكر، وعرض لها ما يشبه الفترة، رد الله تعالى لها الكرة، فأهب ريحها، ونفق سوقها، بصدر (?) من أفراد الدهر أديب، ذي صدر رحيب، وقريحة ثاقبة، ودراية صائبة / [160] يحب الأدب، ويتعصب للعرب (?) ، فيجمع شملها، ويكرم أهلها، ويستدعي التأليفات البارعة في تجديد ما عفا من رسوم طرائفها ولطائفها، مثل الأمير السيد الأوحد أبي الفضل [الميكالي] :
هيهات لا يأتي الزمان بمثله إن الزمان بمثله لبخيل
وما عسيت أن أقول في من جمع طرائف (?) المحاسن، واستوى على غايات المناقب، فإن ذكر كرم المنصب، وشرف المنتسب، كانت شجرته الميكالية في قرارة المجد والعلاء، أصلها ثابت وفرعها في السماء، وإن وصف حسن الصورة التي هي أول السعادة، وعنوان الخير وسمة السيادة، كان وجهه المقبول الصبيح، ما يستنطق الأفواه بالتسبيح، لا سيما إذا ترقرق ماء البشر في غرته، وتفتق نور الشرف بين أسرته، وإن مدح حسن الخلق فله أخلاق خلقن من الكرم المحض، وشيم تشام منها بارقة المجد، فلو مزج بها البحر لعذب طعمه، ولو استعارها الزمان لما جار على حر حكمه، وإن حدث عن التواضع كان أولى بقول البحتري (?) ممن قيل فيه:
دنوت تواضعاً وعلوت مجداً (?) فشأناك انحدار وارتفاع