الغياهب، وتواليفه أشهر مواضع، وابهر مطالع، وأكثر راوٍ لها وجامع، من أن يستوفيها عد أو صف، أو يوفيها حقوقها نظم أو رصف، وقد أخرجت من نثره فصولاً أدرجها في أثناء كتبه، ومن نظمه جملاً وتفاصيل أعرب بها عن ترقرق طبعه وتدفق أدبه، تشارك الأرواح في الأجساد، وتقعد للاقتراح بالمرصاد.

من ذلك فصول من كلامه في صدر كتابه " فقه اللغة " (?) :

من شرح الله صدره للإيمان اعتقد أن محمداً عليه السلام خير الرسل. والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين؛ ثم هي لإحراز الفضائل، والاحتواء على المروءة وسائر المذاهب (?) كالينبوع للماء، والزند للنار، ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها، والوقوف على تصاريفها، إلا قوة البيان (?) في معرفة إعجاز القرآن، وزيادة البصيرة في إثبات النبوة، اللذين هما عمدة الدين (?) ، لكفى بهما فضلاً يحسن أثره، ويطيب في الدارين ثمره، فكيف وأيسر ما خصها الله تعالى به من ضروب الممادح يكل أقلام الكتبة، ويتعب أنامل الحسبة.

وفي فصل (?) :

قيض الله لها خزنة وحفظة من خواص الناس وأعيان الفضل وأنجم الأرض، فنسوا (?) في خدمتها الشهوات، وجابوا الفلوات، ونادموا لاقتنائها الدفاتر، وسامروا القماطر، وكدوا في حصر لغاتها طباعهم، واسهروا في تقييد شورادها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015