كنت في سفرة البطالة والغي زمانا (?) فحان منه قدوم

تبت عن كل مأثم فعسى يمحى بهذا الحديث ذاك القديم

بعد سبع (?) وأربعين لقد ما طلت إلا أن الغريم كريم

انتهى ما أثبته لأبي القاسم من فصوص نثره، وملح شعره، وأختم ذكره بخبر يتعلق بكرمه، ومحاسن شيمه (?) : كان يوما بداره ببغداد في نوروز سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وهو إذ ذاك وزيرها، وله تدبيرها، فدخل عليه وجوه أمراء الديلم والاسفهسلارية من الأتراك على طبقاتهم، ووضعت الهدايا بين يديه على رسم الفرس، فلما / [146] خبف المجلس وتعلى النهار، استؤذن عليه للديلمي مهيار، فأذن له ودخل، فلما مثل بين يديه قال: أيدك الله، هذه البضاعة التي معنا كانت كاسدة، وقد وجدنا لها نفاقا بحضرتك، فقال: هات ما معك، فأنشده قصيدته التي أولها (?) :

عسى معرض وجهه مقبل

وهي قصيدة نيف فيها على المائة، وقد أثبت ما أخرجت منها في موضعها من هذا القسم، فجعل ينشدها وابن المغربي ينشدها وابن المغربي يستعيد أبياته النادرة فيها. ويكثر إعجابه بها، ويجمع كفيه ويبسطها ويقول: أحسنت والله، أجدت والله، إلى آخرها. فلما فرغ أشار له إلى دراهيم ودنانير كانت بين يديه دون باقي الهدايا، ففتح مهيار كمه الأيسر وجمع بين يديه حتى ملأ كمه الأيسر، ثم فتح كمه الأيمن وجمع بيده اليسرى إلى أن لم يبق في الموضع دينار ولا درهم، ونهض؛ وسئل مهيار بعد عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015