أو يخرج أحد من قبله، وقد قدمنا سريةً كمن الجيش ناحية أخرى، وقد كنا وجهنا فوارس ليلاً للسامرة بسور قرمونة، فطار الخبر إلى يحيى وهو تلك الليلة على شراب وقد أخذ منه، فنعر نعرةً ووثب قائماً يقول: وابياض بختي الليلة، وابن عباد ليلاً على باب قرمونة، وأصحابه يتلاحقون، فالتأمت عدته في نحو ثلثمائة فارس أكثرهم دغل السريرة، فمضى على وجهه مغتراً يضرب إبطي أهجن خيله، معنقاً إلى حينه.

قال أبو الفتح: وأقول إنه على ذلك عند انتهائه، لو ضرب مصافاً يقيم فيه ويقدم رجاله للحرب طائفة يمدهم بطائفة، وتقف خيلهم ردءاً لهم ما فارق الصواب. لكن الحين غطى على بصره فألقى نفسه علينا في أوائل خيله، ولما تستبن الأشباح ظلمةً. فانتشب الحرب معنا غلس ذلك اليوم ووالى علينا الشدات الصعاب بنفسه، فعلمنا أنه لا ينجينا إلا الصدق، فاستقبلناه بوجوهنا ثم رددنا عليه الكرة، وطاولنا بالقوة، فحمل علينا حملة ثالثةً مع أصيحاب له، وكنا في سند ضروس كؤود، منيع الصعود إلينا، نؤود منه وننال من أصحابه، فإذا رددنا عليهم استعنا بفضل الانحدار من علٍ، فنخطفهم خطف الأجادل، فصدقنا هذه الحملة، فساقنا حتى رمانا على إسماعيل بن عباد ومن معي من الأندلسيين، فثاروا في وجهه، فتواقف الفريقان ساعةً، وظهر كمين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015