علق مع تراخي الأيام طيب كفك، وكيف جاء كأنك كتبته من أمم، وأنقذته وبيننا خطوة قدم، وكيف لم يغيره ما قطع من مهاول قفار، وليل ونهار، وعدو كاشح، ورقيب لامح، فأنعم به من ريحانة ألفاظ دامت لدونتها، وباكورة وصال سلمت غضوضتها (?) ومسحة يدٍ بقي أثرها أرجا، وروضة كلم دام على الصيف بهجتها (?) .
وفي فصل منها: فأما سؤالك عني فما يشبه سيرتك الحسنى، ولا يليق بطريقتك المثلى، كيف تسألني والإجابة معك - وكيف تستخبرني ومحل الخبر والاستخبار عندك - / [140] ومتى سمعت بجواب جسدٍ رهينة - وأين رأيت طماح عين لواحظها مقيدة كليلة - ألم أفارقك وقلبي عندك أعشار، وأضلعي منه قفار -
وفي فصل: وردت الموصل التي خالف اسمها معناها، وكانت مقطعاً بيننا لولا خدع الأماني، وفصلاً لولا المرجو من عفو الليالي، فوجدت هواءها يعطل سوق بقراط اعتدالاً وطيبة، وماءها يسلي عن مجاج النحل استمراء وعذوبة، وصقعها قد تبغدد رقةً ولطفاً، وجوها قد تزندق تنعماً وظرفاً، تكاد تثقله عقود الغانيات، ويخجله تتابع اللحظات، كل شمأله نسيم، وكل جنوبه حياً عميم، ورأيت أرضها أطيب الأرض خيما، وأزينها أديما (?) ، تنسج بالسندس الأخضر، وتفتر عن الأقحوان الأحمر، وألفيت بنيانها هو الذي حمده الله في تنزيله (?) ، وأحبه لنا أن نكون مثله جهاداً في سبيله، مرصوصاً بوقاح الجلمد، ملاءماً بينه بالشيد الممرد، قد حصن ظاهره على باطنه عن تداخل الإبر، ومساكن الذر، يزل عنه ظفر الطائر، وتتدحرج عليه أحداق (?) الناظر، وتغنى به العروس عن الماوي المنير (?) ، وتستبين