وعاد لكنه رأس بلا جسد ... يسري ولكن على ساق بلا قدم
وإذا تراءى على الخطي أسفر في ... حال العبوس لنا عن ثغر مبتسم ولم أسمع في صفة الرأس المصلوب على الرمح أحسن من قول أبي فراس يخبر عن سيف الدولة وقد أنقذ أبا وائل التغلبي من الأسر، وقتل آسره:
وأنقذ من ثقل الحديد ومسه ... أبا وائل والدهر أجدع صاغر
وآب ورأس القرمطي أمامه ... له جسد من أكعب الرمح ضامر وكان هذا المقتول الذي أوقع به سيف الدولة قد ظهر على أطراف الشام والتفت عليه القبائل، وكان يعرف بالمبرقع، فحارب أبا وائل تغلب بن داود وهو خليفة سيف الدولة على حمص، فهزمه وأسره وألزمه شراء نفسه بعدد من الخيل والمال، فخرج سيف الدولة من حلب وأسرى حتى لحق في اليوم الثالث بنواحي دمشق، فأوقع بالمبرقع، وفي ذلك يقول المتنبي:
ولو كنت في أسر غير الهوى ... ضمنت ضمان أبي وائل
فدى نفسه بضمان النضار ... وأعطى صدور القنا الذابل