جنحن على أردافهن وهرموا سحيراً على أعضادهن المياسر

وقال أيضاً (?) :

رجيعة أسفار كأن زمامها [شجاع] لدى يسرى الذراعين مطرق

كأن الزمام وإنما يكون في الشق الذي يضطجع عليه، وقد بين ذلك أبو حية بقوله:

[-] (?) أيمن الكشحين منه إلى يسرى يدي حرج أمون

وإنما يتوسد القوم أيمانهم السلاح من أياسرهم، وأن معرسهم ليس بمكان طمأنينة ولا وضع السلاح من أياسرهم.

وقوله: " فما هوموا إلا على وقعة النسر "، بين مسامته السماك لقمة الرأس من وقعه زمان طويل. ومثله مما أنشده أبو علي البغدادي (?) ، إلا إنه في ذكر الشعرى والنسر، قول أيمن بن خريم:

أتاني بها يحيى وقد نمت نومةً وقد غابت الشعرى وقد جنح النسر

وقد أنكر أبو عبيد البكري عليه هذه الرواية وقال (?) : الصحيح في المعنى: " وقد طلع النسر "، لأن الشعرى العبور إذا كانت في أفق المغرب كان النسر الواقع طالعاً من أفق المشرق على نحو سبع درجات، وكان النسر الطائر لم يطلع: وإذا كانت الشعرى الغميصاء في أفق المغرب، كان النسر الواقع حينئذ غير مكبدٍ، فكيف أن يكون جانحاً، وكان النسر الطائر حينئذٍ في أفق المشرق طالعاً على نحو سبع درجات أيضاً؛ فرواية أبي علي لا تصح ألبتة، فكأن النسر الواقع نظير الشعرى العبور؛ قال الشاعر:

وإني وعبد الله بعد اجتماعنا لكالنسر والشعرى بشرقٍ ومغربِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015