فازدهتني أريحيات الصبا ... واستخفتني دواعي طربي

فتعرضت لتسليم له ... فإذا التياه لا يعبأ بي

قال: هذا العبد من دلله ... ما الذي أمنه من غضبي -

يا ظبا لحظي خذي لي رأسه ... فهو لا شك من أهل الريب

فانبرت ألحاظه تطلبني ... وأنا قدامها في الهرب

لو تراني وأنا ألطفه ... وأداريه مداراة الصبي

خلته جبار قوم مردوا ... وأنا في لطف الوعظ نبي قال أبو عامر: ومن الواجب على الناقد أن يبحث عن الكلام، ويفتش عن شرف المعاني، وينظر مواقع البيان، ويحترس من حلاوة خدع اللفظ، ويدع تزويق التركيب، ويراطل بين أنحاء البديع، ويمثل أشخاص الصناعة، فقد ترى الشعر فضي البشرة، وهو رصاصي المكسر، ذا ثوب معضد أو مهلهل، وهو مشتمل على بهق أو برص، مبنياً بلبن التماثيل، وصفوان التهاويل، وهو لا يجن صاحبه عن النسيم فضلاً عن الحرجف، ولا يقيه رقيق ريق الندى فضلاً عن شؤبوب الكنهور، وقد ملحته ملاحة الأسماء، واتقد فيه الهوى، واضطرمت في جانبه نيران الجوى، ولمع فيه البرق، واستن فيه الودق، وسفحت عليه الدموع، وبان فيه الخشوع، وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015