إذا كان لا يرضيك إلا منيتي ... فيا قاتلي من قتلتي أنت في حل

وليل كأن الأنجم الزهر نرجس ... به في رياض فتحتها يد الطل

على زهرات كحل القطر مرهها ... سقتها ثدي المزن علا على نهل

كأن عليل الطل فوق عيونها ... دموع التصابي حرن في الأعين النجل

وكم عطر الروض النسيم كأنه ... نسيم نشيد الملك في الحزن والسهل

يجرد من غمد الندى صارم الحيا ... فتضرب يمناه به عنق البخل

وكم ميسم من وجود يمناه عاجل ... لراجي نوال منه في جهة المطل

تملكت رقي بالعوارف منعماً ... وأغنيتني بالجود عن كل ذي فضل

وأنسيتني أرض العراق ودجلةٍ ... وربعي حتى ما أحن إلى أهلي [128] وكان يرهق في دينه، فأفضت به الحال، في إشبيلية إلى الاعتقال، فمن شعره في المعتمد وهو مسجون:

أيا ابن عباد الملك الذي يده ... من فيضها الرزق بين الخلق مقسوم

أضحى مديحك في درع العلا عطراً ... به تنفس منثور ومنظوم

وكنت أحسد إما كنت أنشده ... فاليوم ها أنا بين الناس مرحوم

فمن رأى شاعراً في السجن مطرحاً ... في ظلمة وهو بالبهتان مظلوم

ناديت حلمك والأقدار حائمة ... كصاحب الحوت نادى وهو مكظوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015