وقد أخرجت مما وجدت من شعره ونثره. ما يستخف رواسي الجبال، ويستوفي ضروب [السحر] الحلال.

فصل له من رقعة كتبها عن بعض الأمراء جواباً عن كتاب ورد من بعض العمال الجهال يهول فيه: وقفنا على كتابك الذي طال فقصر، وكبر جرمه فصغر، صدرته بنون التعظيم، وسطرته بمجدك الحديث والقديم، وخاطبتنا فيه بالألفاظ الحجابية، التي تخاطب بها غوغاء الرعية، ارجع - أصلحك الله - عن هذا الأدب، وتأدب في خطابك لذوي الرتب، فقد أطعنا فيك [126] سلطان الحكم، لانتسابك إلى اسم العلم.

واجتاز على مدينة مرسية في مدة رياسة الكاتب الماهر، أبي عبد الرحمن ابن طاهر، فأنزله هنالك بدار اتفق أن يدخل فيها قبل أن تفرش له، وابن طاهر قصد ذلك، ليرى ما يأتي من بديهته هنالك. فكتب إلى ابن طاهر رقعةً قال فيها: بيد أنني نزلت هذا المنزل الجديد بالرحل القديم، نزول السفر، بالبلد القفر، فهو معمور، إلا أنه بور. وما هو إلا أنه محيل قليل السكون والغموض، كثير البراغيث والبعوض، لفقد الستور، ويرضي البراغيث فقد السرير: الطول والعرض، والسماء والأرض، فقد كثر رهطه، وقلت نمارقه وبسطه؛ قراءتي في أكنافه: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى} (طه: 55) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015