دارت بعقلي سورة من كاسها ... حتى كأن الأرض تحتي لولب
باكرتها والليل في حشاشة ... يستلها بالرفق منه المغرب
والجو أقبل في تراكب مزنه ... قزح بعطفه قوسه يتنكب
صابت فاضحكت النديم بأكؤس ... عهدي به من نقطهن يقطب
والبشر في شرب المدامة فارتقب ... منها سرور النفس ساعة تعذب فصل في ذكر الوزير الحكيم أبي محمد المصري
شيخ الفتيان، وآبدة الزمان، وخاتمة أصحاب السلطان، وكان رحل إلى مصر واسمه خامل، وسماؤه عاطل، فلم ينشب أن طرأ على الأندلس وقد نشأ خلقاً جديداً، وأجرى إلى النباهة طلقاً بعيداً، فتهادته الدول، وانتهت إليه التفصيلات والجمل، وكلما طرأ على ملك فكأنه معه ولد، وإياه قصد، فجرى مع كل أحد، وتمول في كل بلد، وتلون في