الله ظنه، وخاطب قائده بحصر المرور وبإزعاجه عن قطره، ولا يجتاز على شيء من عمله، فضاقت به الأرض يومئذ، فألقى نفسه على أبي حمامه حرزة اليصدراني، فأجاره وبوأه منزلاً في حصنه على نهر قرطبة، أقام به كمد وغصة، والحمام يغازله إلى أن مات عنده.

وحدثني أبو عبد الله ابن هريرة الكاتب قال: قصد أبو عامر ابن المظفر في خروجه من شاطبة إلى مواليه العامريين بعد مراسلة متقدمة، لما وصل ردوه خجلا خائباً، فرغب أن تخرج إليه أخته بنت المظفر الأيم المقيمة - كانت - عندهم وقتهم، فأسعفوه بذلك وخرجت إليه، فخلا بها وأودعها جوهراً نفيساً كان احتمله، وولى ناكصاً، والعبدى تطرده عن ناحيتها، وأسلموه غرضاً للحتوف، فمات عند حرزة اليصدراني كما وصفناه. وعلم ابن عمه عبد العزيز بمكان ذلك الجوهر، فلما هلك اختدعها ووعدها أن ينكحها، وكانت ضعيفة الرأي، فأسلمته إليه وغدر بها ولم ينكحها، فصارت بقية دهرها تجفوه وتشتمه.

ولما استقر أبو عامر عند حرزة، وأيس المعتد من انصرافه، قبض ما خلفه بداره ونقله إلى القصر، فطلب أسبابه، وتتبع ودائعه وعقاره، فانفتح على أهل قرطبة في هذا الباب بذلك الوقت بلاء عظيم، أجلى بعضهم عن الأوطان، بسبب تلك الودائع العامرية؛ انتهى كلام ابن حيان.

@جملة من شعره في أوصاف شتى

حدث عن نفسه قال: لما قدم زهير الصقلبي فتى بني عامر حضرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015