ثراه، ما لو أقررت به بين يدي القاضي أو شهد به علي لتوجه عليه فيما يلزمه من الفرض، ويحق عليه في الإبرام والنقض، أن يثبتني على رأي الفقهاء، في ديوان السفهاء، إذ لا يقدر على سقي دوحاته، ولا يتوصل إلى إحياء مواته، إلا بدولاب وجابية، يأخذان الماء أخذة رابية، وعند الوصول إلى هذه الفصول، والانتهاء إلى هذا المحصول، قرعت سن النادم، وانتبهت انتباه الحالم، وكنت كتاجر البلور، في ابتياع السنور، ومسرح الدجاج، في مخزن الزجاج: أحدث هذا في ماله من البوار، ما لا يحدثه عابث الفار، وجلب ذلك إلى بضاعته من الفساد، ما لا يحدثه وافد الكساد.
وفي فصل منها: ولا بد لغريق البحر أن يدرج فيخرج، وللتائه في القفر أن يضل فيهلك، أو يدل فيسلك، وقد علم قلة حاجات وليه إليه، وإيثاره التخفيف عليه؛ ومتى أعلم الأمير أن هذه الخرائب التي عانى وليه غراسها، لا يرتجى لها عمارة تعود بفائد، ولا ينتفع الديوان منها بدرهم واحد، وساكنوها منذ أعوام ما أدى واحد منهم خراجاً، ولا صنع لبيته باباً ولا رتاجاً، فهم بين قوم يأكلون الشجر قبل الثمر، ويرعون الأب قبل الحب، وما آمن مع ما أحدقت به من الأسوار، وخرجت في [النفقة] عن المقدار، أن يوجفوا إليه بالجوالق، وينقضوا فيها كالشوانق، كما يفعلون في بستان فلان، الذي أنفق فيه عمره وماله، وصرف إليه همه واهتباله، فهو في الشتاء من علوج الزبر والحفر، وأصحاب الغرس والبذر، فإذا بلغت ثمرته، ووجبت غلته، حام