عبد الغنى بنيي ... كلاه بالحفظ ربه
يقول قلبي كله ... واشربه مما أحبه وله من قصيدة يندب وطنه بالقيروان، ويتذكر من كان هنالك من الإخوان:
موت الكرام حياة في مواطنهم ... فإن [هم] اغتربوا ماتوا وما ماتوا
يا أهل ودي لا والله ما انتكثت ... عندي عهود ولا ضاقت مودات
لئن بعدتم وحال البحر دونكم ... لبين أرواحنا في النوم زورات
ما نمت إلا لكي ألقى خيالكم ... وأين من نازح الأوطان نومات -
إذا اعتللنا تعللنا بذكركم ... لو أحسنت برء علات تعلات
ماذا على الريح لو أهدت تحيتها ... إليكم مثل ما تهدى التحيات -
أصبحت في غربتي لولا مكاتمتي ... بكتني الأرض فيها والسموات
كأنني لم أذق بالقيروان جنىً ... ولم أقل ها لأحبابي ولا هاتوا
ولم تشقني الخدود الحمر في يقق ... ولا العيون المراض البابليات
أبعد أيامنا البيض التي سلفت ... تروقني غدوات أو عشيات -
أمر بالبحر مرتاحاً إلى بلد ... تموت نفسي وفيها منه حاجات
وأسأل السفن عن أخباره طمعاً ... وأنثني وبقلبي منه لوعات
هل من رسالة حب أستعين بها ... على سقامى فقد تشفي الرسالات -
ألا سقى الله أرض القيروان حياً ... كأنه عبراتي المستهلات
فإنها لدة الجنات تربتها ... مسكية وحصاها جوهريات
إلا تكن في رباها روضة أنف ... فإنما أوجه الأحباب روضات