ومنها، وهو من طريف الاستطراد للاستجداء، وطلب الحباء، وكان الحصري مشحوذ المدية، في أبواب الكدية:

بيض كل ولا بياض معي ... إلا بياض المشيب والبشره

فغبت عن مجلس العزاء على ... زعمي وإن كان مقولي حضره

يا أهل هود إذا الورى حسبوا ... من صدف البحر كنتم درره

يا كرماء الزمان لست أرى ... حجوله غيركم ولا غرره ومن قبيح استجداء الحصري ما فعله بالمعتمد بن عباد، تصدى له في طريقه بالعدوة على حاله من اعتقاله، ولم يقله باكياً على خلعه من ملكه، ولا تأدب معه في وصف ما انتثر من سلكه، بل بأشعار قديمة له، صدرها في الرباب وفرتني، وعجزها في طلب اللهى. وعلى تلك الحال، وما يناجي بال المعتمد من البلبال، قاسمه فيما كان بيده مما كان به زود، حسبما وصفت له في أخباره من هذا المجموع.

وله من أخرى في المقتدر بن هود:

نفرط في العمر الذاهب ... ونغتر بالأمل الكاذب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015