يوقفه الله لاختيار حاجبٍ لبيب يعلو جماعة حجابه، فيحمل له وجوه الناس ويرتب قعودهم بدهليزه فيطعمهم بخروجه أو يعتذر إليهم عنه بما يؤيسهم منه، فيذهبون لسبيلهم معافين من سوء غلمانه؛ وما كانوا يلقونه إلا [في] فصيل فيه أفدام الرجال لسوء أدب حجبته في حملهم على الناس بعنف الرد. ولربما دقوا الأنوف ونتفوا الشوارب غير مميزين لطبقة الناس، فحقدوا عليه، إلى أشتات من المساوئ نظمها، وأنواع من المخازي جمعها. وألقي له على قلوب الناس رهبةٌ مع أضغان شبوا بها أصبغة مساويه، والأقدار تدفع عنه، إلى أن حاقت به فكبا لفيه. ولم يزل يرجع في مراتع الباطل، ويلبس على الناس أمرهم، وصدهم عن أميرهم، وأخذ الله بسمعه وبصرهم. وتمثل لهم الجسد الملقى على كرسي سليمان، فحارت ألبابهم فيه، وتاهت منه، من وزير في قعود أمير، وقاضٍ في مسلاخ جندي، وفقيهٍ على دينٍ يحيى بالقول ويقتل بالفعل. فسبخان من سواه من ألأم طينةٍ فأمهله مدة. من رجلٍ عهر الخلوة لزهده في النساءِ وكلفة بالغلمان. واتخذ داراً آخر مدته للخلوة بهم، فكان لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015