الشعر وهو يقول له: إذا اعتمدت معنى قد سبقك إليه غيرك فأحسن تراكيبه وأرق حاشيته، فاضرب عنه جملة، وإن لم يكن بد ففي غير العروض التي تقدم إليها ذلك المحسن، لتنشط طبيعتك، وتقوى منتك، فتذكرت قول الشاعر وقد كنت أنسيته:

لما تسامى النجم في أفقه ... ولاحت الجوزاء والمرزم

أقبلت والوطء خفيف كما ... ينساب من مكمنه الأرقم فعلمت أنه صدق، وابن أبي ربيعة لو ركب غير عروضه لخلص، فقلت أنا في ذلك:

ولما تملأ من سكره ... فنام ونامت عيون العسس

دنوت إليه على بعده ... دنو رفيق درى ما التمس

أدب إليه دبيب الكرى ... وأسمو إليه سمو النفس

وبت به ليلتي ناعماً ... إلى أن تبسم ثغر الغلس

أقبل منه بياض الطلا ... وأرشف منه سواد اللعس فقمت وقبلت على رأسه، وقلت: لله در أبيك!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015