يوم الجمعة لثلاث بقين لجمادى الأولى سنة أربع وخمسين، وتوفي بها رحمه الله منتصف شوال سنة خمس وخمسين.

ومن غريب وفاء المأمون له - زعموا - إنه استمرت جرايته على حاشيته، وتجافى عن ميراثه وجعله وصية له إذا لم يوص لفجأة وفاته. ورثاه الحكم أبو محمد بن خليفة بشعر يقول فيه:

سقى الله قبراً حل فيه أبو الفضل ... سحاباً يسح المزن وبلاً على وبل

وكيف يسقي المزن قبراً يحله ... وفي طيه بحر المكارم والفضل

وبدر تمام من تميم نجاره ... ملوك لهم قام الملوك على رجل ومنها:

وما الدهر إلا آكل من نفوسنا ... ونحن لديه في الحقيقة كالأكل وهذا كقول المعري:

وما الأرض إلا مثلنا الرزق تبتغي ... وتأكل من هذا الأنام وتشرب وقد كرر المعري هذا المعنى في مواضع:

فشم صارماً واركز قناةً فللردى ... يد هي أدرى بالطعان وأدرب

أفض لهامات وأرمى بأسهم ... وأطعن في قلب الخميس وأضرب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015