جردت فيه جنود العزم فانكشفت ... عنه غياهبها عن نيكة هدر

أنت المقيم فما تعدو رواحله ... وأيره أبداً منه على سفر وقيل لأبي تمام: غلامك أطوع للحسن من غلامه لك. قال: أجل لأن غلامي يجد عنده مالاً، وأنا أعطي غلامه قيلاً وقالا.

وكان ابن الزيات قد وقف على ما كان بينهما في غلاميهما، فاتفق أن عزم يوماً غلام أبي تمام على الاحتجام، فكتب إلى الحسن يعلمه بذلك، ويستدعيه مطبوخاً. فوجه إليه بمائة زق ومائة دينار، وكتب إليه بشعر يقول فيه:

ليت شعري يا أملح الناس عندي ... هل تداويت بالحجامة بعدي -

دفع الله عنك لي كل سوءٍ ... باكر رائحٍ وإن خنت عهدي

قد كتمت الهوى بمبلغ جهدي ... فبدا منه غير ما كنت أبدي

وخلعت العذار إذ علم النا ... س بأني إياك أصفي بودي

فليقولوا بما أحبوا إذ كن ... ت وصولاً ولم ترعني بصد واتفق أن وضع الرقعة تحت مصلاه، وبلغ محمد بن الزيات خبرها، فوجه إلى الحسن من شغله بالحديث، وأمر من جاءه بتلك الرقعة، ففكها وقرأها وكتب فيها على لسان أبي تمام:

ليت شعري عن ليت شعرك هذا ... أبهزل تقوله أم بجد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015